تُعرف العلامة التجارية في الأساس بأنها شخصية الشركة، أما عن عملية تصميم علامة تجارية فهي عبارة عن مجموعة الخطوات والممارسات التي تتخذها الشركة للتعبير عن هذا الشخصية الفريدة بحيث تصبح بمثابة القائد في مجالها، وتكون في نظر المستهلكين بمثابة الخيار المثالي لهم ولأسلوب حياتهم، والجدير بالذكر أن هذا الأمر ينطبق على الشركات والأفراد والمنتجات بنفس الطريقة ولكن ضمن مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة باختلاف الحالة، وبهذا الحديث قد يجد البعض انه من الغريب التفكير بأن شخص لديه علامة تجارية! فنحن بشر ونتمتع بشخصيات فطرية وليسنا منتجات بعلامات تجارية مصنوعة، وهذا الصحيح بشكل ما، إلّا أن الحديث عن العلامة التجارية الشخصية يعني الحديث عن بناء شخصية عامة للفرد تعبّر بدقة عن شخصيته الفريدة.
ويمكن توضيح ما سبق بصورة أفضل عند القول بان العلامة التجارية الشخصية هي ما تُبنى على وسائل التواصل الاجتماعي وفي البيئات وجهاً لوجه بما يخلق لدى الآخرين تصوّر حولك، وهذا التصوّر يمكن أن يكون جيداً أو مدمراً؛ لكونه سيؤثر بشكل كبير على سمعتك المهنية والاجتماعية، الأمر الذي يتطلب بالتالي العمل على تصميم العلامة التجارية الشخصية بحيث تكون بعيداً كل البُعد عن أي تصورات سلبية قد تكون ذات تأثير كارثي على حياتك، وهذا ما يتم عادةً من خلال تنمية شخصية عامة تركّز على السمات والقيم الشخصية خاصتك التي ترغب في إظهارها للجمهور؛ لبناء تصورهم الخاص حولك.
ولتساعد ذاتك في هذه المهمة وتعمل على ادارة العلامة التجارية الشخصية على النحو المثالي يمكنك البدء بالاطلاع على العلامات التجارية الشخصية الخاصة بالعديد من المشاهير من حول العالم، وعندها ستجد منهم من تتسم شخصيته العامة بروح الدعابة القاسية، أو اللسان السليط، أو التركيز على الإمبراطورية الخاصة وتوسيعها باستمرار، وغير ذلك من الأنماط، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة اتباع نفس النهج وإنما يمكنك الاكتفاء بتعلم كيفية تطوير العلامة التجارية الشخصية لإيصال ما ترغب من سمات شخصية لجمهورك، وهو ما يمكنك القيام به من خلال الانتباه لما تقوم بمشاركته من صور أو اقتباسات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على نوعية المنصات التي تفضل قضاء وقتك عليها، بالإضافة للانتباه للطريقة التي تتفاعل بها مع الآخرين، فكل هذه الخطوات وغيرها تجتمع معاً لتُظهر للعالم من أنت كفرد!